يُعد الإمتياز الآن شكلاً من أشكال الأعمال المعترف بها في جميع أنحاء العالم مع أكثر من 17500 نظام مختلف، وأكثر من 1.2 مليون ممنوح إمتياز يولّدون أكثر من 1400 مليار في المبيعات سنويًا. كانت في البداية مخصصة لتقديم الطعام، ويتم الآن منح الإمتياز لجميع قطاعات تجارة التجزئة والخدمات، سواء بالنسبة للشركات أو الأفراد. تُحدد جمعية الإمتياز الكندية أكثر من 75800 ممنوح إمتياز في كندا، يعملون في أكثر من 1000 نظام إمتياز مختلف. ويمثل هذا نسبة إمتياز واحد لكل 450 كنديًا، مما يجعل كندا أكثر دولة إمتيازًا في العالم، بناءً على هذه النسبة وأهمية الصناعة لإقتصاد البلاد. لذلك ليس من المستغرب أن العديد من الشركات تفكر في منح الإمتياز لأعمالها التجارية الخاصة. فهل يناسب الإمتياز الجميع؟
الجواب لا! فقبل أن تقرّر ما إن كان عملك سيحقق إمتيازًا رائعًا أم لا، من الضروري أن تعي مفهوم الإمتياز
الإمتياز هو نظام (علامة تجارية، إيرادات، صورة، دعم، إلخ) تم تطويره بواسطة طرف واحد (مانح الإمتياز) الذي يمنح ترخيصًا لطرف آخر (ممنوح الإمتياز) ليكون جزءًا من النظام الذي يهدف إلى إنشاء عميل، وبيع المنتج لذلك العميل، وتقاسم الربح: إتاوات مانح الإمتياز وصافي ربح الإمتياز. فللحصول على نظام، يجب أن تستوفي المعايير الثلاث التالية
هل يمكن إعادة إنتاج النظام؟-
هل هناك قيمة مضافة لمتلقي الإمتياز؟-
هل هو مربح؟-
لا يمكن تكرار مطعم من الدرجة العالية يعتمد كليًا على إبداع وحضور طاهيه. من الصعب إعادة إنتاج شركة مبنية على أساس فرد إستثنائي. صاحب العمل الذي كان يعمل منذ أقل من عامين ولم يفتح وحدة ثانية تعمل تمامًا مثل الأولى لا يمكنه الإدعاء بأنه يمكن تكرار أعماله بسهولة
الإمتياز الذي لا يحتوي على أي شيء مميّز، والذي يمكن لأي شخص أني يشرع فيه دون تدريب أو أي حاجة للدعم من مانح الامتياز، لا يمكن أن يتأهل على أنه ذا قيمة مضافة. فلماذا تدفع رسوم الإمتياز وتقاسم الأرباح عن طريق دفع الإتاوات إذا لم تكن هناك حاجة لشريك؟ يُعتبر الإمتياز في الأساس، علاقة تكافلية بين مانح الإمتياز الذي أنشأ علامة تجارية والذي سيلعب دورًا مهمًا في البداية وطوال علاقة العمل التعاقدية أي إتفاقية الإمتياز بما في ذلك تطوير العلامة التجارية والدعم والتسويق وما إلى ذلك؛ والممنوح له الذي سيستثمر وقته وأمواله ويدير الأعمال اليومية. في معظم الأحيان، لا يمتلك ممنوح الإمتياز خبرة في هذا المجال، ولا في كثير من الأحيان في مجال الأعمال، وهنا تُنتج العجائب عن هذه العلاقة التكافلية
ففي ما يتعلق بموضوع الربحية، هناك العديد من الأسباب التي تجعل الإمتياز غير مربح ولا يمكن لأحد أن يضمن نجاحه، ولكن يجب إنشاء النظام بحيث يمكن للشخص المختص والذي يتّبع الوصفة أن يتوقع العيش بشكل معقول وأن يحصل على عائد معقول على إستثماره ضمن إطار زمني عادي. كما هو الحال في أي عمل تجاري، حيث سيكون هناك إمتيازات مربحة للغاية، وأخرى تحقق أرباحًا كبيرة وأخرى تفشل. ويكون معدل الإفلاس خارج الإمتياز أعلى بكثير، وهو موثّق جيدًا. وأخيرا، يجب أن يكون قد تم تصميم نظام الإمتياز لنجاح الممنوحين، وإلا فلا ينبغي طرحه في السوق
في الختام، فإن الشركة القائمة التي ترغب في الحصول على حق الإمتياز، تكون موجودة بالسوق لمدة تفوق العامين، وإفتتحت على الأقل وحدة ثانية مماثلة وطوّرت نموذجًا ماليًا مربحًا للممنوحين في المستقبل. يمتلك مانح الإمتياز الجديد نظامًا مثيرًا ومميزًا لتقديمه بما في ذلك وصفة للنجاح وبرنامج دعم مستمر
ما هي الخطوة التالية؟
قبل أن تصبح مانح إمتياز، عليك طرح 3 أسئلة
أولاً هل تعتبر الإمتياز حلاً سريعًا لمشاكلك المالية؟ سوف تفاجأ بشكل غير سار! فقبل منح إمتيازك الأول، سيتعيّن عليك الإستثمار: وهي نصيحة لتطوير نموذج العمل، وأدلة التدريب والوصفات. سيتعيّن عليك الإستثمار في الرسوم القانونية لإتفاقية الإمتياز الخاصة بك والمواد الترويجية للمرشحين وتكاليف الترويج والإعلان لجذب المرشحين. لذلك سيكون عليك الإستثمار قبل أن تجمع!
ثانياً قيّم مواردك البشرية. فبصفتك مانح إمتياز، من المحتمل أن تساعد الممنوح الجديد الخاص بك على عديد المستويات، بدءًا من العثور على أماكن العمل المناسبة والتمويل والتسويق المبتدئ وغير ذلك، إلى برنامج التدريب الأولي. هل لديك الموارد لتحقيق ذلك؟ سيكون عليك أيضًا الإشراف على ممنوح الإمتياز الخاص بك طوال فترة علاقتك به فمن المحتمل ألا يكون لديهم خلفية في العمل، أو خبرة في مجالك أو صناعتك.
ثالثاً شخصي. إنّ دور مانح الإمتياز ليس للجميع. فإذا ما لم يكن لديك تحلّى بالصبر، وأردت أن تتحكم بشكل دائم في جميع جوانب عملك، فلن تستمتع بالإمتياز. قد لا يتمتع ممنوحي الإمتياز بخبرة عملك ومعرفتك بمجال عملك، لكنهم يستثمرون وقتهم وجزءًا كبيرًا من حصصهم في أعمالهم وقرروا أن يكونوا في مجال الأعمال والتخلي عن عملهم كموظفين.
مالتالي ؟
ستحتاج إلى بدء حملة لتوظيف ممنوحي الإمتياز إما بإستخدام موارد خارجية أو موظفيك … والعثور على ممنوح أول
سترغب في التأكد من أن ممنوحي الامتياز هؤلاء ناجحون وسعداء بقرارهم الإنضمام إلى نظام الإمتياز الخاص بك، حيث سيكونون بمثابة شاهد ومرجعية للآخرين ليتبعوها
إن مزايا بناء وتطوير نظام إمتياز فعّال ومربح لكلا الشريكين أكبر بكثير من تحديات وتكاليف التنفيذ! ما لم يكن لديك موارد رأسمالية غير محدودة وموارد بشرية مختصة ومتفانية، فسوف تنمي عملك بسرعة أكبر وبشكل مربح مع الممنوحين الذين يجلبون رأس المال وحافزًا لا يضاهى للنجاح. سيؤكد معظم مانحي الإمتياز أن مبيعات وحدات الإمتياز تتجاوز مبيعات وحدات الشركة. بالإضافة إلى ذلك، ستكون ميزانيتك العمومية أكثر إثارة للإهتمام وسيكون عائدك على الإستثمار أعلى بكثير من البديل المتمثل في فتح عدد مماثل من متاجر الشركات
الأمر متروك لك لإستكشاف طريق نمو لا مثيل له!