كيف لتجربتك السابقة أن تجعلك ممنوح إمتياز أفضل؟

51

يعتمد نجاح نموذج عمل الإمتياز التجاري على حقيقة أن المشترين لا يحتاجون إلى خبرة سابقة في الصناعة للتأهل للحصول على حق الإمتياز. ففي الواقع، يُفضّل مُعظم مانحي الإمتياز ألاّ يكون لدى العميل المُحتمل خبرة سابقة في الصناعة بحيث يمكن تدريبهم على نموذج مانح الإمتياز دون الحاجة إلى “التراجع” عن الإجراءات أو التقنيات التي تم تعلّمها سابقًا. لكي يتم منح العلامة التجارية حق الإمتياز في المقام الأول، يجب أن يكون المفهوم قابلاً للتكرار بشكل مُتماثل ومُتّسق عبر مناطق جغرافية مختلفة ومع مُشغلين مختلفين. في حين أنّه من غير المُتوقع أن يجلب العميل المُحتمل المهارات ذات الصلة بالصناعة إلى طاولة العمل، إذ يبحث مانحي الإمتياز عن المهارات أو المواهب المُهمّة الأخرى المُكتسبة من المناصب السابقة والتي لا يمكن تدريسها من خلال التدريب على الإمتياز. وتشمل هذه المهارات على سبيل المثال: المهارات التنظيمية والشخصية والتجارية والمالية. وعادة ما يتبيّن مانح الإمتياز هذه السمات سواء من خلال نموذج الطلب أو من خلال المقابلة الشخصية الأولى.

غالبًا ما يتفاجأ العملاء بعدد المهارات التي إكتسبوها في حياتهم والتي ستجعلهم ممنوحي إمتياز أفضل. وعلى رأس القائمة، القُدرة على تنظيم المهام والأشخاص وتحديد أولوياتهم. فإذا كان منصبك السابق إشرافيًا، فقد إكتسبت خبرة في قيادة الفريق والتفويض والإشراف وإدارة المشروع والموارد البشرية. أي إذا كنت في تجربتك السابقة قائد فريق أو حتى مدربًا لفريق كرة قدم، فإن هذا سيُسهل عليك تقليل عدد الموظفين الذين عملت معهم أو على سبيل المثال إنهاء وظيفة إذا لزم الأمر. يبحث مانحي الإمتياز عن قدرة المرشح ومستوى راحته ليكون “القائد”.

تُعتبر مهاراتك الشخصية وكيفيّة تعاملك مع الأشخاص والرؤساء والمرؤوسين من أهم الصفات. يُمكن لبرنامج التدريب تعليم شخص ما كيفيّة بيع منتج بميزات وفوائد ولكن لا يُمكنه تعليم شخص ما كيفيّة بناء علاقة مع عميل أو رعاية عميل غاضب بإعتبارها مهارة فطرية. يتحيّز مانحو الإمتياز للمرشحين الذين تعاملوا مع الجمهور أوالذين لديهم خبرة في خدمة العملاء أو الذين شغروا مناصب مبيعات من ذي قبل. يُعدُّ إمتلاك خبرة في المبيعات موهبة إضافية وقيّمة للغاية وهي سمة تبّشر بالنجاح لأي عمل تجاري. إنّ إمتلاك القدرة على البيع والطلب وإتمام الصفقة هو ما يبني الشركة ويخلق تدفق إيراداتها. لن يخرج المرشح الخجول إلى هناك و لن يبني علاقات أو يروّج للأعمال شخصيًا، مماّ يؤدي إلى إنخفاض المبيعات والحد الأدنى من النجاح المالي العام في أحسن الأحوال.

قد تشمل علامات النجاح الأخرى أي تدريب مهني أو تطوير شخصي أو خبرة في مجالات كإدارة الأعمال التجارية الشاملة مثلا أومسك الدفاتر والمحاسبة والتسويق والمبيعات وعلوم الكمبيوتر والموارد البشرية والخطابة وما إلى ذلك. وتقوم جميع هذه المجالات بتقديم المعلومات الضرورية للإدارة السليمة لمؤسسة ما ومراقبتها، فأيُّ معرفة مُسبقة مُكتسبة في هذه المجالات ستُميّزُ ممنوح الإمتياز عن أولئك الذين لا يُجيدون ذلك بل وتُكسب مانح الإمتياز ثقة أكبر في قبول الإحتمال كمُشغل إمتياز.

أمّا في المقام الأول، فإن السمة التي يجب أن يمتلكها العميل المُحتمل هي الشغف الحقيقي بصناعة الإمتياز والأعمال. إذ أنّه دافع ممنوحي الإمتياز نحو التفوق. كثيرًا ما يتساءل الجميع حول أفضل إمتياز للشراء، ودائمًا ما تكون الإجابة عن هذا السؤال بأنّه المكان الذي يُمثّل فيه الذهاب إلى العمل مُتعة، أي أنّه أمرٌ تُجيده وتُحب القيام به في آن واحد. قد تمتلك جميع المهارات الأخرى التي تمت مناقشتها سابقا، ولكن بدون شغف لن تحصد نجاحًا كبيرًا أبدًا وستفشل في معظم الأوقات بسبب ذلك.

نستنتج مما ذُكر أعلاه أن مانحي الإمتياز يبحثون عن مُرشحين متزنين وذوي مهارات متنوعة. يتمتع معظم الناس بالعديد من المهارات المفيدة والعملية دون أن يدركوا أنهم راكموها في مجموعة متنوعة من الوظائف والأنشطة المختلفة. هناك مجموعة من العوامل الأخرى التي لم يتم ذكرها هنا والتي يأخذها مانحوا الإمتياز بعين الإعتبار أيضًا. إذ سيبحث المانح عن أولئك الذين لديهم المهارات التي تعدهم والتي هي عوامل النجاح في أنظمتهم الفردية. وكما أُشير إليه سابقا، يُمكن لبرنامج التدريب تعليم السياسات والإجراءات، لكن لا يُمكنه تعليم أي شيء فطري، مثل المهارات الشخصية أو أسلوب الإدارة. الآن، أضف الشغف إلى الوصفة السرية وبذلك تكون ممنوح إمتياز ناجحا جدًا!